في الساعات الأولى من صباح الأحد، بدأ مئات السوريين يتجمعون في منطقة ألتنداغ بالعاصمة التركية أنقرة، وهم يرقصون ويغنّون ويهتفون في أجواء احتفالية، تزامناً مع وصول أنباء عن سقوط حكم بشار الأسد.
يقول آصف، شاب في العشرينيات من عمره ينحدر من مدينة حماة السورية، وهو يرفع علمي تركيا والمعارضة السورية: “أنا سعيد للغاية، هذه المرّة الأولى في حياتي التي أشعر فيها بهذا القدر من السعادة”. ثم يضيف: “لم نذق طعم النوم منذ الليلة الماضية. لا تسعفني الكلمات لوصف مشاعري. لن يبقى أحد هنا بعد الآن، فالجميع يتطلع إلى العودة بعد انتهاء الحرب في بلدنا. نحن مدينون بالشكر العميق لتركيا”.
أيهم، صديق آصف القادم من حلب، يعبّر عن شعور مماثل، قائلاً: “لم نتمكن من العودة بسبب ظلم الأسد. فررنا من قبضته لأننا لم نرغب في أن نُجبَر على قتل أبناء شعبنا. الآن، وقد انتهى كل شيء، سنعود”.
شاب آخر، قضى 14 عاماً في تركيا، يعزم على العودة إلى سوريا فوراً، ويقول: “لم يعد ثمة ما يبقينا هنا. حان وقت العودة. سنعيد بناء كل شيء إذا لزم الأمر، حتى لو بدأنا من الصفر. اليوم، الذي كنت أعتزم أن يكون يوم زفافي، غدا يوماً لتحرّر سوريا. لن أنسى هذا التاريخ أبداً”.
في مدن تركية أخرى، حيث يقيم عدد كبير من السوريين، مثل إسطنبول، شهدت الأحياء مشاهد احتفالية مماثلة. في منطقة شيشلي، احتشد سوريون أمام القنصلية السورية وأسقطوا علم نظام الأسد.